آثار الابتعاث!!
2021-12-05 629
بقلم: بكري عساس
في أكثر من فعالية عن الابتعاث والدراسة في الخارج شاركت فيها، تكلمت ووضحت كثيراً عن تجربتي مع الابتعاث من البداية إلى اللحظة التي استلمتُ فيها شهادتي، وطويتُ ملف البعثة، وعدتُ بحمد الله، لأقدم ما أستطيع من خدمةِ. للأمانة فآثار الابتعاث لا تنتهي بانتهاء فترته الزمنية ومراحله وإجراءاته الرسمية.
بل تظل بعد ذلك شخصية المبتعث التي تكونت خلال تجربة الابتعاث الطويلة بأفراحها وأتراحها. في بعض الأحيان يترك الابتعاثُ آثاراً سلبيةً في داخل نفوس البعض والعياذ بالله!!
من أبرز هذه السلبيات شعور المبتعث بأنه عائدُ بأخر ما توصل إليه العلم والاكتشافات في مجال تخصصه من علوم ومعارف، وربما حمل هذا البعض منهم-وللأسف-على الاستعلاءِ والتكبر على زملائه أعضاء هيئة التدريس في القسم والكلية، وفيهم قد يكون من درسه وعلمه وأدبه!
إن هذا النوع من المبتعثين قلما يفلح في حياته العلمية والعملية!
ونادراً ما يجد من زملائه في القسم من يساعده ويقف بجانبه ويشاركه هموم وغموم البحث العلمي، وبالتالي يظل منعزلاً عن البيئة العلمية والبحثية في القسم أو الكلية وحتى الجامعة. من نتيجة ذلك ـتأخره في نشر الأبحاث العلمية، وبالتالي تأخره في الحصول على الترقيات في السلم الأكاديمي، وربما يظل الواحد من هؤلاء عقد أو عقدين من الزمان وهو على أول درجة في السلم الأكاديمي (أستاذ مساعد)!
لذلك على العائدين من الابتعاث حديثاً أن يتواضعوا وأن يعرفوا أقدار ومكانة زملائهم فضلاً عن أساتذتهم، وأن يدركوا أن العلم يزكو بالمشاركة والمخالطة وما يسمي بالمجموعة البحثية، ويضمر بالتفرد والانعزال.
وكيف ما دار الامر فأن الأليق بمن خاض تجربة الابتعاث في خارج المملكة، أن يعود بعد نهاية بعثته بنجاح مواطناً صالحاً، متواضعاً يعرف قيمة وطنه وقيادته والمؤسسة التي يشرف بالانتماء اليها. وعندها فقط يستحق أن يكون على قدر المسؤولية وعند حسن الظن.
قال أحدهم:
كم جاهلٍ متواضع.... ستر التواضع جهله
ومميز في علمه....هدم التكبرُ فضله